كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



جوابه:
أما اختلاف الألفاظ فلأن المقصود المعاني لأن الألفاظ الدالة عليها أولا: لم تكن باللسان العربي، بل بألسنة المتخاطبين حالة وقوع ذلك المعنى، فلما أديت تلك المعاني إلى هذه الأمة أديت بألفاظ عربية تدل على معانيها مع اختلاف الألفاظ واتحاد المعنى، فلا فرق بين {أبى أن يكون مع الساجدين} وبين {لم يكن مع الساجدين} في دلالتها على معنى واحد وهو عدم السجود.
وكذلك لا فرق في المعنى بين {ما لك لا تسجد} و{وما منعك أن تسجد} لأن اللام صلة زائدة.
وأما زيادة المعاني ونقصها في بعض دون بعض فلأن المعاني الواقعة في القصص فرقت في إيرادها، فيذكر بعضها في مكان وبعض آخر في مكان آخر، ولذلك عدة فوائد ذكرتها في كتاب المقتص في تكرار القصص.
145- مسألة:
قوله تعالى: {أَنْظِرْنِي} وفى الحجر،: {فَأَنْظِرْنِي} بالفاء؟.
جوابه:
أن آية الأعراف استئناف سؤال غير مسبب عما قبله، فلا وجه للفاء وكذلك: {إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ} خبر مستأنف غير مسبب عما قبله، تقديره: إن أخرتني فأنظرني.
ولما جاء بفاء السببية هنا، ناسب: {فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ} بالفاء.
146- مسألة:
قوله تعالى: {اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا} قدم اللهو على اللعب وفى العنكبوت وبقية المواضع قدم اللعب على اللهو؟
جوابه:
والله أعلم: أن اللهو عن الشر تركه وإهماله والإعراض عنه ونسيانه.
واللعب: معروف، وهو فعل مقصود لفاعله.
فلما جاء في الأعراف بعد قوله: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48)} وهو ذم لهم بالإعراض عن اتباع الحق وإهماله، ولذلك قال بعده: {كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا}.
وكذلك آية العنكبوت، جاءت بعد قوله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} الآيتين دل بهما على إعراضهم عن الحق واتباعه مع علمهم به. وأما في المواضع الأخر، فجاء في سياق ذم الدنيا والاشتغال عن الله تعالى بلعبها ولهوها وزينتها.
147- مسألة:
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا} بلفظ المستقبل، وكذلك في الروم. وفى الفرقان وفي فاطر: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} بلفظ الماضي؟.
جوابه:
لما تقدم: {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ} ناسب، {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ}، وأيضا تقدم قوله: {ادْعُوا رَبَّكُمْ} فناسب {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ} لأن الدعاء إنما يكون لما يأتي، وكذلك في الروم، لما تقدم قوله: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ} ناسب بعده: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ}.
أما الفرقان: فلما تقدم ذلك أفعال ماضية وهو قوله تعالى: {مَدَّ الظِّلَّ} و{جعله} {ثُمَّ قَبَضْنَاهُ} {جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ} {وَجَعَلَ النَّهَارَ} ناسب ذلك: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ}.
وأما آية فاطر: فإنه تقدم قوله تعالى: {اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} وهو المطر، وإنما يذكر بشكر النعم الماضية على زمن الشكر، فناسب {أَرْسَلَ} ماضيا.
148- مسألة:
قوله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا} بغير واو. وفى هود: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا}؟
جوابه:
أن هنا لم يتقدمه دعوى نبوة ورد قوم مدعى ذلك عليه، فهو كلام مبتدأ. وفى هود والمؤمنين: تقدم ما يشعر بذلك وهو قوله تعالى: {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى} الآية، فحسن العطف عليه بالواو، وتسلية للنبى- صلى الله عليه وسلم- وتخويفا لقومه بقوله تعالى: {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ}، {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} الآيات.
وأما المؤمنين: فلتقدم ذكر نعمه على المكلفين بحملهم على الفلك الذي كان سببا لوجودهم ونسلهم، فعطفت عليه بالواو وبقوله: {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22)} فلأنه تقدم قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ} فناسب العطف عليه بقوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا} الآية.
149- مسألة:
قوله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ} في نوح، وقال بعده في قصة هود: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ}؟
جوابه:
أن نوحا لم يؤمن أحد من أشراف قومه، وهود آمن بعض أشراف قومه، فلذلك قال: {الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ}
150- مسألة:
قوله تعالى: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ} وقال في قصة هود: {وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68)}؟.
جوابه:
أن الضلال فعل يتحدد بترك الصواب إلى ضده ويمكن تركه في الحال، فقابله بفعل يناسبه في المعنى فقال: {وَأَنْصَحُ}. والسفاهة صفة لازمة لصاحبها فقابلها بصفة في المعنى فقال: {وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ}.
151- مسألة:
قوله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ} فأفرد، وفى هود: {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ}. فجمع؟
جوابه:
أن المراد بالرجفة الزلزلة العظيمة، فصح الإفراد لأن المراد بدارهم: بلدهم المزلزل، والمراد بالصيحة: صيحة من السماء، والمراد بديارهم: منازلهم.
152- مسألة:
قوله تعالى في قصة نوح وشعيب: {أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي}، وقال في هود وصالح: {رِسَالَةَ رَبِّي} فأفرد؟.
جوابه:
أن قصة نوح وشعيب تضمنتا أنواعا من التبليغات، وإن لم يذكر هنا مع طول مدة نوح فجمع لذلك، وقصة هود وصالح ليس كذلك فأفرد.
153- مسألة:
قوله تعالى في قصة شعيب عليه السلام: {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ} وقال في الشعراء: {عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ}؟
جوابه:
قيل: أصحاب الأيكة غير مدين، فلا يرد السؤال. وقيل: هما واحد، فجوابه أن الصيحة لما أصابتهم خرجوا من ديارهم هاربين إلى الصحراء فأحرق جلودهم الحر فجاءت الظلة فهربوا إليها، فصيح فماتوا في ظلالهم.
154- مسألة:
قوله تعالى: {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ} وفى العنكبوت: {إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ} وإلا للحصر فكيف الجمع بينهما؟.
جوابه:
لعل ذلك في مجالس، ففي مجلس اختصر بذكر إتيان الفاحشة وإظهارها، فناسب ذكر إخراجه كيلا يعيب عليهم ذلك.
وفى مجلس عدد ذنوبهم فناسب مطالبتهم بإتيان العذاب عليها، فحصر الجواب في كل مجلس بما ذكر فيه وناسبه.
أو أن الجوابين من طائفتين، فلم تجيبا إلا بما ذكر عنهما.
155- مسألة:
قوله تعالى في قصة مدين: {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ} وفي هود: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ}.
جوابه:
قيل: إن ابتداء عذابهم كان زلزلة عظيمة ثم صيحة عظيمة قطعت أكبادهم فماتوا جميعا.
وقيل: لأن الزلزلة العظيمة لا تخلو عن صيحة.
156- مسألة:
قوله تعالى: {فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105)} وفي طه: {فَأَرْسِلْ مَعَنَا}؟
جوابه:
أن المرسل هنا: موسى عليه السلام فقط، فقال: {معى} وفى طه: موسى وهارون عليهما السلام فقال: {معنا}.
157- مسألة:
قوله تعالى: {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} وفى الشعراء: {مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ}.
جوابه:
أن آية الأعراف من كلام الملأ، وآية الشعراء من كلام فرعون. ولما كان هو أشدهم في رد أمر موسى صرح بأنه سحر، ويؤيده: {قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ} قاصدا بذلك كله تنفير الناس عن متابعة موسى عليه السلام.
158- مسألة:
قوله تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ}؟ وفى الشعراء: {آمَنْتُمْ لَهُ}
جوابه:
أن الضمببر في {به} يرجع إلى رب العالمين أو إلى موسى وفى {له} يجوز رجوعه إلى موسى، أو إلى ما جاء به من الآيات، أي: لأجل ما جاء به من ذلك.
159- مسألة:
قوله تعالى: {وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ} الآيات تقدم في البقرة.
160- بمسألة:
{إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ} تقدم في الأنعام.
161- مسألة:
قوله تعالى: {فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101)} وفى يونس: {بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74)}؟
جوابه:
أما آية يونس عليه السلام فلتقدم قوله في قصة نوح عليه السلام: {وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}، فعدى: {كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} بما عداه أولا.
ولم يتقدم في الأعراف التكذيب متعديا بالباء، كقوله تعالى: {وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ} فناسب كل موضع ما قبله.
وأما قوله: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ}، وفى يونس {نَطْبَعُ}، فلتناسب كل آية ما تقدمها، فالأعراف: تقدمها إظهار بعد إضمار في قوله: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا} ثم قال: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ} فناسب ذلك: {تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا}، {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ}.
وأيضا: لما أكد أول الآية بالقسم ناسب ذلك تعظيم الطبع بنسبته إلى اسم الله تعالى، وناسب التصريح بوصفهم بالكفر الذي معناه أقبح وأشد من معنى الاعتداء، فناسب كل آية ماختمت به.
162- مسألة:
قوله تعالى: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ} وفى يونس: {نَطْبَعُ} بالنون.
جوابه:
أنه تقدم هنا: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ} الآية، فناسب التصريح بقوله: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ} وفى يونس تقدم: {فنجينا}، ثم {بعثنا} و{جعلناهم} فناسب {نَطْبَعُ} بالنون.